علم الساعة
العلم بوقت قيام الساعة لا يعلمه الا الله . قال تعالى: (( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً )) الأحزاب /63 .
و اخبر النبي صلى الله عليه و سلم بأمارات و علامات تدل على قرب قيام الساعة وهي : علامات صغرى و علامات كبرى .
1 . أشراط الساعة الصغرى
* أ / علامات وقعت و إنتهت ومنها :-
بعثة النبي صلى الله عليه و سلم , وموته , و انشقاق القمر أية له صلى الله عليه و سلم , وفتح بيت المقدس , وخروج نار من أرض الحجاز .
عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( أعدد ستاً بين يدي الساعة , موتي ثم فتح بيت المقدس .. ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( لا تقوم الساعة حتى تحرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببُصرى )) .
* ب / علامات ظهرت وما زالت مستمرة :-
ظهور الفتن , ظهور مدعي النبوة , انتشار الأمن , قبض علم الشرع , ظهور الجهل , كثرة الشُّرط و اعوان الظلمة , ظهور المعازف و استحلالها , ظهور الزنا , كثرة شرب الخمر و استحلالها , تطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان , تباهي الناس في المساجد وزخرفتها , كثرة الهرج ( القتل ) , تقارب الزمان , إسناد الأمر لغير اهله , ترفع الأشرار , توضع الأخيار , يُفتح القول , يُخزن العمل , تقارب الأسواق , ظهور الشرك في هذه الامة , كثرة الشح , كثرة الكذب , كثرة المال , فشو التجارة , كثرة الزلازل , تخوين الامين , إئتمان الخائن , ظهور الفحش , قطيعة الرحم , سوء الجوار , إرتفاع الأسافل , بيع الحكم , تسليم الخاصة , التماس العلم عند الأصاغر , ظهور القلم , ظهور الكاسيات العاريات , كثرة شهادة الزور , كثرة موت الفجأة , عدم تحري الرزق الحلال , عودة أرض العرب مروجاً و أنهارا , تكليم السباع للإنس , تكليم الرجل عذبة سوطه و شراك نعله ويخبره فخذه بما حدث أهله بعده , أن تحاصر العراق ويمنع عنها الطعام و الدراهم , ثم تحاصر الشام ويمنع عنها الطعام و الدينار , ثم تكون هدنة بين المسلمين و الروم , ثم يغدر الروم بالمسلمين .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مستقبل المشرق يقول : (( ألا إن الفتنة هاهنا ألا إن الفنتة هاهنا , من حيث يطلع قرن الشيطان )) .
* ج / علامات لم تظهر و اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بظهورها :-
انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب , فتح القسطنطينية بدون سلاح , قتال الترك , قتال اليهود و نصر المسلمين عليهم , خروج رجل من قحطان يسوق الناس و يدينون له بالطاعة , قلة الرجال و كثرة النساء حتى يكون لخمسين مراءة قيّم واحد , نفي المدينة لشرارها ثم خرابه , ظهور المهدي وهو رجل من أهل البيت يؤيد الله به الدين ويملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ويملك سبع سنين تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط يظهر من المشرق ويبايع له عند البيت , هدم الكعبة على يد رجل من الحبشة يقال له ذو السويقتين ثم لا تعمر بعد وذلك أخر الزمان .
2 . أشراط الساعة الكبرى
عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال : اطلع النبي محمد صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر فقال : (( ما تذاكرون ؟ )) قالوا : نذكر الساعة . قال : (( إنها ان تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات )) فذكر الدخان و الدجال و الدابة و طلوع الشمس من مغربها و نزول عيسى بن مريم عليه السلام و يأجوج و مأجوج و ثلاثة خسوفات , خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و آخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم .
** خروج الدجال **
الدجال رجل من بني آدم شظهر أخر الزمان ويدعي النبوة , يخرج من المشرق من خراسان , ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله إلا مسجد المقدس و الطور و مكة و المدينة فلا يسطتيع دخولها , لأن الملائكة تحرسها , ينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر و منافق .
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا قعوداً عند رسول الله فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل : يا رسول الله وما فتنة الأحلاس ؟ . قال : (( هي هرب و حرب , ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمّي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون , ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع . ثم فتنة الدهيماء لا تدعل أحداً من هذه الأملا إلا لطمته لطمة , فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين , فسطاط إيمان لا نفاق فيه , وفسطاط نفاق لا إيمان فيه , فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده )) .
فتنة الدجال
خروج الدجال فتنة عظيمة بسب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول , فقد ثبت أن معه جنة وناراً , ناره جنة , وجنته نار , وأن معه جبال الخبز , وأنهار الماء , يأمر السماء فتمطر , ويأمر الأرض فتنبت , وتتبعه كنوز الأرض , ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كالغيث إذا إستدبرته الريح .يمكث في الأرض أربعين يوماً , يوم كسنة , ويوم كشهر , ويوم كجمعة , وسائر أيامه كأيامنا , ثم يقتله عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم عند باب لد بفلسطين .
صفات الدجال
حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من إتباع الدجال أو تصديقه , وبين لنا صفاته لنحذر منه , فبين أنه شاب أحمر أعور لا يولد له , مكتوب بين عينيه (( كافر )) يقرؤه كل مسلم . عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن مسيح الدجال رجل قصير , أفحج , جعد , أعور , مطموس العين , ليس بناتئة ولا جحراء , فإن أُلبس عليكم فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور )).
مكان خروج الدجال
عن النواس بن سعمان رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى عليه وسلم الدجال وفيه (( ... إنه خارج خله بين الشام والعراق فعاث يميناً وشمالاً )) .
الأماكن التي لا يدخلها الدجال
1 - عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة )) .
2 - عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال وفيه قال : (( ولا يقرب أربعة مساجد , مسجد الحرام , ومسجد المدينة , ومسجد الطور , ومسجد الأقصى )) .
أتباع الدجال
أكثر أتباع الدجال من اليهود , العجم , الترك , وأخلاط من الناس غالبهم من الأعراب والنساء .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة )) .
الوقاية من فتنة الدجال
تكون بالإيمان بالله عز وجل , والتعوذ من فتنة الدجال خاصة في الصلاة والفرار منه وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( ... ومن حفظ عشر آيات من سورة الكهف عُصم من الدجال )) .
** خروج يأجوج و مأجوج **
يأجوج ومأجوج أمتان عظيمتان من بين آدم , وهم رجال أقوياء لا طاقة لأحد بقتالهم , وخروجهم من أشراط الساعة الكبرى , يفسدون في الأرض , ثم يدعو عليهم عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيموتون .
قال تعالى : { حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } الأنبياء
عن النواس بن سعمان رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال وان عيسى يقتله بباب لد .. وفيه : (( إذا أوحى الله إلى عيسى إني أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم , فحرز عبادي إلى الطور , وبيعث الله بيأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون , فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها , ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء , ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً , من مائة دينار لأحدكم اليوم , فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليه النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة , ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه الأرض .. ))
بعد نزول عيسى صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الأرض يدعو الله فيرسل الله عز وجل طيوراً تحمل يأجوج ومأجوج وتطرحهم حيث شاء الله , ثم يرسل الله مطراً يغسل الأرض , ثم تنزل البركة في الأرض , وتظهر البقول والثمار , وتحل البركة في النبات والحيوان .
** نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم **
بعد خروج الدجال وإفساده في الأرض يبعث الله بعيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فينزل إلى الأرض عند المنارة البيضاء شرقي دمشق , واضعاً كفيه على أجنحة ملكين فيقتل الدجال , و يحكم بالإسلام , و يكسر الصليب , و يقتل الخنزير , و يضع الجزية , ويفيض المال , وتذهب الشحناء , يمكث سبع سنين ليس بين اثنين عداوة , ثم يموت ويصلي عليه المسلمون
ثم يرسل الله ريحاً طيبة من قِبَل الشام , فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته , ويبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع يتهارجون تهارج الحمر , ثم يأمرهم الشيطان بعبادة الأوثان , وعليهم تقوم الساعة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عله وسلم : (( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب , ويقتل الخنزير , ويضع الجزية , ويفيض المال حتى لا يقبله أحد , حتى تكون السجدة الواحد خير من الدنيا وما فيها )) .
** الخسوفات الثلاث **
الخسوفات الثلاث من أشراط الساعة الكبرى , وهي خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب , وهي لم تقع بعد .
وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذاك ؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ))
** الدخان **
ظهور الدخان في آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى .
قال تعالى : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ** يغشى الناس هذا عذاب أليم } الدخان
وللعلماء قولان في ذلك.
الأول: أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشاً من الشدة و الجوع عندما دعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - حين لم يستجيبوا له، فأصبحوا يرون السماء كهيئة الدخان.
وإلى هذا القول ذهب عبدالله بن مسعود رضي الله عه وتبعه جماعة من السلف، قال - رضي الله عنه -: ( خمس قد مضين: اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان ) صحيح البخاري.
ولما حدث رجل من كندة عن الدخان وقال: إنه يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع لمنافقين وأبصارهم، غضب ابن مسعود - رضي الله عنه - وقال: (من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم، فإن الله قال لنبيه: { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } وإن قريشا أبطؤوا الإسلام، فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: (( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف)) فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان) رواه البخاري ومسلم.
الثاني: أن هذا الدخان من الآيات المنتظرة، التي لم تجئ بعد وسيقع قرب قيام الساعة.
وفي هذا القول ذهب ابن عباس وبعض الصحابة والتابعين، فقد روى الطبري وابن أبي حاتم عن عبدالله بن أبي مليكة قال: (غدوت على ابن عباس - رضي الله عنهما - ذات يوم، فقال: ما نمت الليلة حتى أصبحت. قلت: لم؟ قال: قالوا طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق، فما نمت حتى أصبحت)
وقال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن... - إلى أن قال - مع أنه ظاهر القرآن قال الله تعالى: { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } أي بين واضح يراه كل أحد، على أن ما فسر به ابن مسعود - رضي الله عنه - إنما كان هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد. وهكذا قوله: { يغشى الناس } أي: يتغشاهم ويعمهم ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه { يغشى الناس }
وقد ذهب بعض العلماء إلى الجمع بين هذه الآثار بأنهما دخانان ظهرت إحداهما وبقيت الأخرى وهي التي ستقع آخر الزمان.
قال القرطبي: ( قال مجاهد: كان ابن مسعود يقول: هما دخانان قد مضى أحدهما، والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض، ولا يجد المؤمن منه إلا كالزكمة، وأما الكافر فتثقب مسامعه)
** طلوع الشمس من مغربها **
يعتبر طلوع الشمس من مغربها من الأحداث العظيمة والغريبة، التي تلمُّ بالأرض ويذهل لها أهلها. وقد جعلها الله عز وجل علامة على اقتراب الساعة ودنو أجلها، وقد تميزت هذه العلامة عن أخواتها من علامات الساعة الكبرى بأنها تحدث في العالم العلوي، وأن الناس جميعاً يرونها، وأن باب التوبة يغلق بعدها، فهذه ثلاثة أمور تميزها عن غيرها من علامات الساعة الكبرى، وهي فوق ذلك حدث يبهر العقول والألباب.
والأدلة على أنها إحدى علامات الساعة الكبرى، وأن باب التوبة يغلق عند ظهورها كثيرة، من ذلك قوله تعالى { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً } الأنعام
وروى البخاري و مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: (( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس؛ آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ))
قال القرطبي : " قال العلماء: وإنما لا ينفع نفسا إيمانها عند طلوعها من مغربها؛ لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم - لإيقانهم بدنو القيامة - في حال من حَضَرَه الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم، وبطلانها من أبدانهم، فمن تاب في مثل هذه الحال لم تقبل توبته؛ كما لا تقبل توبة من حضره الموت، قال - صلى الله عليه وسلم -: (( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )) أي: تبلغ روحه رأس حلقه، وذلك وقت المعاينة الذي يرى فيه مقعده من الجنة، ومقعده من النار، فالمشاهد لطلوع الشمس من مغربها مثله " .
لكن هل إغلاق باب التوبة عن العباد مقتصر على من شاهد وعاصر طلوع الشمس من مغربها، أم يستمر الإغلاق إلى قيام الساعة، يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" بعد أن ذكر آثارا كثيرة تدل على استمرار إغلاق باب التوبة بعد طلوع الشمس: " فهذه آثار يشد بعضها بعضا متفقة على أن الشمس إذا طلعت من المغرب؛ أُغلق باب التوبة، ولم يفتح بعد ذلك، وأن ذلك لا يختص بيوم الطلوع، بل يمتد إلى يوم القيامة ".
** خروج دابة الأرض **
خروج دابة الأرض في آخر الزمان علامة على قرب قيام الساعة , فتخرج فتسم الناس على خراطيمهم , تخطم أنف الكافر , وتجلو وجه المؤمن .
قال تعالى : { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } النمل
** خروج النار التي تحشر الناس **
هي نار عظيمة تخرج من المشرق من اليمن من قعر عدن , وهي آخر أشراط الساعة الكبرى , و أول الآيات المؤذنة بقيام الساعة , فتخرج من اليمن ثم تنتشر في الأرض وتسوق الناس إلى أرض المحشر في الشام .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين , وراهبين , واثنان على بعير , ثلاثة على بعير , أربعة على بعير , عشرة على بعير , يحشر بقيتهم النار , تقيل معهم حيث قالوا , وتبيت معهم حيث باتو , وتصبح معهم حيث أصبحوا , وتمسي معهم حيث أمسوا )) .